Créer un site internet

المشكال كوسيلة لتحقيق أهدافنا

كيف يمكن للمشاكل أن تكون وسيلة لتحقيق أهدافنا ؟

كيف يصبح المشكل فرصة ؟

المشاكل التي تعترينا متنوعة. بعضها يظهر وكأنه النتيجة المباشرة لأفعالنا أو إهمالنا. و الأخرى، التي يمكن نعتها بالمجانية، تتميز بكونها تظهر وكأننا غير مسئولون عنها كما هو الحال بالنسبة لبعض الحوادث أو الأمراض.

قد نكون غير قادرين على تغيير الواقع. فإن كان هذا هو الحال فمن الممكن تغيير الطريقة التي نتحمل بها الوضع.

كما سنرى، فإن أي مشكل عائليا كان أم مهنيا أم اجتماعيا أم مجرد مشكل شخصي، يمكن التعامل معه من أجل إيجاد فرص قيِّمة رغم المعاناة التي قد يسببها لنا.

تضطرنا المشاكل للبحث عن فرص مغايرة.

من بين المساهمات المهمة التي تقدمها لنا مشاكلنا كونها تجبرنا على الخروج من منطقتنا المريحة، أي أنها تدفعنا إلى فعل أشياء غير اعتيادية، أشياء كنا قد ننعتها من قبل بالبلهاء والمستحيلة.

المشكل هو فرصة لأنه صفارة إنذار

يمكن تشبيه مشاكلنا بصفارات إنذار. فهي تخبرنا بأن شيئا ما ليس على ما يرام. يمكن أن نأخذه في الحسبان أو لا، ولكن ليس لأننا نجبر هذا الإنذار على الصمت بفعل المهدآت والعقاقير المنومة فإننا بذلك نضع حدا للمشكل. فلربما مازال الخطر قائما.

تتخذ المشاكل صيغا مختلفة، منها ما يتعلق بالعلاقات وبالاقتصاد وبالجسد وبالمجتمع... لكن كلها تشترك في نقطة واحدة وهي أنها تجبرنا على إعادة النظر في مناهجنا. فحين يكون لدينا مشكل يتعلق بعلاقاتنا فأكيد أننا ملزمون بتصحيح شيء ما. شيء يمكننا فعله بطريقة مختلفة أو تحسينه.

إن كان المشكل ماديا فإنه رسالة لنا. فكوننا لا نملك المال الكافي هو دلالة مفيدة لإعادة النظر فيما نقوم به : فإما أننا لا ننتج بشكل كاف – مهما كانت الأسباب – أو أننا ننفق أكثر مما نربح. وهاتين الوسيلتين يمكن معالجتهما.

أما فيما يتعلق بالمشاكل الصحية، وحتى فيما يخص بعض الحوادث، فإنه ميدان غالبا ما نختار فيه عدم الانتباه لصفارة الإنذار. وهذه التصرفات تقربنا بشكل خطير من النقطة الحرجة.

حين تصادفك مشاكل، فأنت مجبر على الاهتمام بها ومعالجتها. ويمكنك أيضا أن تكتشف الطريقة التي انتهجتها ولم تُجْدِ نفعا.

تمرين

تم إعداد هذا التمرين من أجل أن تتمكن من تعداد المزايا والمواهب والمعارف التي استعملتها من أجل حل مشاكلك في الماضي. قد تجيب عن الأسئلة شفاهيا لكن الأفضل هو الإجابة عنها كتابيا، ذلك أن كتابة الأجوبة تلزمك على بذل مجهود أكبر للتوضيح.

الأمر الأهم هو أن تعترف بمزاياك دون الاستهانة بها أو تبريرها. بعض الناس يضنون أن الاعتراف بالمزايا نوع من الغرور. لكن هذا الفعل الذي ستقوم به ليس الهدف منه هو جعلك تحس أنك أفضل من غيرك بل منحك دعما كي تستوعب وتعبر بشكل أفضل عما هو أهم بداخلك.

الآن، تذكر مشكلا أو حالة صعبة صادفتها في الماضي واستطعت التغلب عليها بنجاح. وضعا كنت فيه فخورا بالطريقة التي تصرفت بها. تذكر كيف أنك قررت في لحظة ما الخروج من هذه الحالة.

-          كيف تغيرت الوضعية عندما قررت حل المشكل ؟

-          أيٍّ من تصرفاتك جعلك تخلق المشكل أو تزيده تعقيدا ؟

-          أي ربح جنيت من هذه الوضعية رغم كل شيء ؟

-          ما هي الإجراءات الفعلية التي قمت بها للخروج من المشكل ؟

-          أيّ من مزاياك أو مواردك التي لجأت إليها للخروج من الوضعية بنجاح ؟

-          بأي النتائج أنت فخور لكونك قررت مواجهة المشكل ؟

تأملات حول وضعية راهنة تريد تحسينها

-          أي موقف يمكنك تغييره من أجل تحسين الوضعية ؟

-          ربما تعبت في البحث عن المسئولين أو المبررات وتعلم أنه في كل الأحوال أنت تضيع موقفك.

-          أي شيء فعلته أو أنت تفعله من أجل خلق المشكل أو مضاعفته ويمكنك الاعتراف بذلك ؟

-          ربما أنت تحس بالألم أو بالحزن أو بالإحباط، ولكن رغم كل شيء، ما الفائدة التي تجدها أو يمكن أن تجنيها من هذا المشكل ؟

-          أي فعل خاص يمكنك القيام به من أجل تجاوز هذه العقبة ؟

-          أي من مزاياك أو مواردك الخاصة يمكنك استعمالها من أجل تحويل مشكلك إلى نجاح ؟

ما هي الخيارات المتاحة أمام المشاكل ؟

هناك أشخاص يتعاملون مع كل صعوبة تعترضهم وكأنها مأساة حتى وإن كان مشكلا بسيطا مثل الازدحام. وهناك آخرون، حتى وإن لم يسعدوا بوجود الصعوبات، إلا أنهم يرون فيها الفرصة للبرهنة على ما هم قادرين على فعله. فهم يعرفون، حينما يواجهون تحدٍّ بطريقة مُرْضية، بأنهم ليس فقط فخورين بأنفسهم ولكن أيضا بأنهم تدربوا على مواجهة وضعيات أصعب.

تقول إن هناك مشكل عندما يكون، في نظرك، فارق سلبي بين ما هي الأشياء عليه وكيف تريدها أن تكون. إذن، من أجل إنهاء ما تسميه إشكالا، عليك أن تحدث تغييرا يلغي هذا الفارق بين ما هو موجود وما عليه أن يكون. هذا التغيير يمكن أن يحدث، على الأقل نظريا في كلا الاتجاهين.

عمليا، هناك العديد من الوضعيات التي يمكن تغييرها لتصبح متوافقة مع ما نريده. لكن هناك أيضا العديد من الظروف التي تكون فيها الأشياء على ما هي عليه ولا يمكننا إحداث أي تغيير.

أين يمكننا إحداث التغييرات ؟

أغلب الناس يعتبرون بأن التغيير الوحيد الممكن  هو تغيير ماهية الأشياء. هذا يجعلنا ننتظر بأن يتغير الواقع، نتمنى بأن يتغير الشخص الآخر، نحلم بأن الظروف تتبدل وأن موضوع انشغالنا يزول، أو أن الوضعية الاقتصادية تتحسن. لكن هذا نادرا ما يجعلنا نغير معتقداتنا وانتظاراتنا حول الأشياء. فنحن لا نشك أبدا في افتراضاتنا التي خلقناها بأنفسنا أو قبلناها.

هناك نوعين من التغييرات : "التغييرات صنف 1" وهي التي تحاول تغيير ما هي عليه الأشياء (أي الواقع). و"تغيرات صنف 2" وهي التي تهتم بافتراضاتنا (ما ننتظره من الواقع).

من الممكن حل مشاكلنا بمواجهة أي من هذين الصنفين. فما يميزهما هو أننا في الغالب لا نستطيع تغيير الواقع ولكن يمكننا تغيير انتظاراتنا لأنها تتعلق بنا 100 % وذلك لكوننا نحن من خلقها.

أمام نفس الحدث يتصرف العديد من الأشخاص بشكل مختلف تماما. بل وأن نفس الشخص، في أوقات مختلفة، يمكن أن يتصرف بطريقة مختلفة أمام نفس الوضعيات. وهذا يجعلنا نقول بأنه من الممكن أن لا يكون الواقع هو الذي يخلق المشكل ولكن الطريقة التي نرى بها هذا الواقع.

  • 1 vote. Average rating: 4 / 5.

إضافة تعليق

Anti-spam