فيها خير

الملك وصديقه

لعل فيها خير

كان في قديم الزمان ملك له صديق حميم مقرب منذ طفولته. وكان هذا الصديق دائما يقول أمام الأحداث التي تقع، سلبية كانت أم إيجابية : "لعل فيها خير !"

 في يوم من الأيام، أراد الملك الخروج للقنص فاصطحب معه صديقه الوفي. أعد هذا الأخير البنادق لكن إحداها انفجرت طلقتها في يد الملك فقطعت معها إبهامه. وكانت ردت فعل الصديق أمام دهشة الملك الذي أصيب بالذعر ويتضور ألما :

-          لعل فيها خير.

استشاط الملك غضبا وصرخ في وجه صديقه :

-          كيف تجرأ عن التحدث هكذا وأنت ترى ما سببه تهورك لي من ألم وبتر لأصبعي. كلا ليس فيها خير.

ورمى بصديقه في السجن من شدة غضبه.

 وبعد مرور سنة على هذه الحادثة، قرر الملك أن يذهب للصيد بدون صديقه الذي ما زال قابعا في سجنه. وحدث أن ذهب إلى منطقة يوجد بها آكلوا لحوم البشر. طوقه أفراد من هؤلاء  الأشخاص واقتادوه إلى قريتهم. ربطوه لعمود ووضعوا حوله الحطب استعدادا لطهي هذه الوليمة الشهية. لكن في اللحظة التي أرادوا فيها إشعال النار لاحظوا إبهامه المقطوع. وكان من بين معتقداتهم أنهم إن أكلوه فسوف يقع لهم ما وقع له. وهكذا فكوا وثاق الملك وتركوه ينصرف لحاله.

أثناء عودته، تذكر الظروف التي وقعت فيها له حادثة بتر أصبعه. وبمجرد وصوله ذهب إلى صديقه ليحدثه عما جرى له، واعترف له أن ما جرى كان فيه خير فعلا.

طلب من صديقه أن يعفو عنه ويسامحه على سجنه طوال هذه المدة وعلى هذه المعاملة السيئة لصديق عزيز. أجابه صديقه :

-          على العكس، فما حدث كان فيه خير.

-          كيف تقول هذا؟ هل تسمي القبوع في السجن خيرا ؟

-          في الحقيقة لو لم أكن في السجن لاضطررت للذهاب معك للصيد، ولأكلوني بدلا منك.

 إن ما يحدث لنا في هذه الحياة قد يبدو بدون معنى. لكن ما نراه في وقته على أنه شيء سيء وسلبي قد يكون رحمة لنا فيما بعد. عندما تصادفك مشكلة ما، تريث وانظر إليها من كل الجوانب، فلعل فيها خير لا يمكنك التعرف عليه في حينه.

 

3 votes. Average: 4.7 / 5.

إضافة تعليق

Anti-spam