ليس هناك من نهاية لعملية التطور والتغيير والإبداع. كل فكرة تضيف شيئا ما لمعيشك. لكن بما أن العديد من الناس يعيشون حياة رتيبة تتسم في الغالب بنفس العادات ونفس التأثيرات فإن أفكارهم تتشابه كثيرا من يوم لآخر وتضل ظروف حياتهم في الغالب عديمة التغيير.
قد يتساءل البعض : "لا يمكنني التسليم بأنني السبب في الواقع الذي أعيشه ذلك لأنني لا يمكنني أن أوقع نفسي في أشياء مرعبة." إنك لا تفعل ذلك بشكل اختياري لكنك بالتأكيد السبب في كل ما يجري لك. وهذا ما يسمى بالخلق اللاإرادي بمعنى أنك تطبق القوانين الكونية من غير أن تعرف وبذلك تحصل على نتائج غير مرغوب فيها. وبطبيعة الحال ترفض مسئوليتك عنها حين تسبب في وجود أشياء لا تريدها.
طالما أنك غير مستعد لقبول مسئوليتك عن كل ما تعيشه، السلبي كما الإيجابي فإنه لا يمكنك أن تكون واعيا بحريتك الحقيقية. طالما أنك تؤمن بأن شخصا آخر أو شيئا آخر هو السبب في كل ما يحدث لك من تجارب فلن تكون حرّاً وستضل حبيس نزواتهم ورغباته ومعتقداتهم.
أنت لا تتوقف عن خلق واقعك وإصدار أفكارك. وفي الحقيقة لا يمكنك التوقف عن ذلك. فهذه العملية تمر بمرحلتين وذلك لكونها تتعلق بدءا بالأفكار التي تنتجها ثم الإحساس المرافق لها والذي ينتج عنها. فأنت تشكل الفكرة انطلاقا من بعدك المادي الشعوري فيستجيب كائنك الداخلي بالإحساس المناسب. وهذا يعني أن حالتي كائنك، المادي والغير المادي، يساهمان معا في خلق واقعك. فالجانب المادي يمنح ما تخلقه التفاصيل المتعلقة بالزمان والمكان الماديين وأيضا أحاسيسه ونواياه فيما يتكفل الجانب الغير المادي بوعي أهدافك العامة من وجهة نظر غير مادية. فهو يساعدك على فهم التناغم الموجود بين متطلعاتك ومعتقداتك الحالية المتعلقة بموضوع أفكارك وأيضا أهدافك العامة حسب بعدك الغير مادي. إن أنت انتبهت لما تحس به فبالإمكان استعمال هذا الدليل لأخذ قرارات جد صائبة خلال حياتك كلها كلما قمت بخلق أو تشكيل تجربة حياتك المادية هاته.
حينما تركز على العمل فإنك تلامس عملية الخلق بشكل تنازلي. يجب أولا أن تبدأ بتحديد كيف تريد أن تحس وهو الكائن وبعد ذلك ما تريد أن تمتلكه. وبهذا فإنك تخلق انطلاقا مما تحس به من داخليا، أي من الداخل إلى الخارج. بهذه الطريقة فإنك تحقق التوازن بداخلك. بفضل هذه الطريقة فإنك لن تتصرف من وجهة نظر سلبية وأنت تحاول حل مشكلة ما أو تعديل حالة سلبية. على العكس ستكون لديك دائما وضعية إيجابية وأنت فقط تحاول أن تكون أكثر وضوحا.
حينما تفهم بأنك خالق كل تجربة تعيشها وأنه بفضل أفكارك فإنك تجلب كل ما يحصل لك، فستستطيع أن تربط بين ما أنت تعيشه الآن والطريقة التي جعلتك تصل إلى هذه الحالة.
تحمل مسؤولية ما يجري لك الآن. وأنت تتقبل بصدر رحب مسؤوليتك الكاملة على ما يجري في تجربة حياتك، فستكتشف روعة حريتك في إمكانك، من الآن فصاعدا، خلق كل الأشياء الرائعة التي تتصورها.
أساس الحياة هي الحرية المطلقة. هدف الحياة هي السعادة المطلقة ونتيجتها هي التطور المطلق.
Thanks for adding your rating.
Thank you, your vote has already been noted for this page.