القيصر والقميص

القيصر والقميص

في روسيا القيصرية قديما، حدث أن أصيب القيصر العظيم بمرض حير أطباء الإمبراطورية. القيصر المسكين لم تكن لديه الرغبة في شيء. حتى الحياة كانت تظهر له تافهة وغير ذات قيمة. كل الأطباء ترددوا على سريره من غير جدوى. لم يستطع أحد أن يعالج كآبته... إلى أن جاء رجل حكيم وأوضح أنه يملك  الدواء الناجع.

-        قد يشفى القيصر العظيم بكل سهولة إن هو ألبس قميص رجل سعيد. وبهذا سيعود قيصرنا إلى سعادته وحيويته المعهودتين.

في الحين أعطيت الأوامر من أجل البحث عن الرجل السعيد في كل مناطق المملكة، بواديها وحواضرها. لكن مع الأسف لم يتم العثور على الشخص المطلوب. من كان غنيا كان يشكو من العلل ومن كان بصحة جيدة كان يشتكي الفقر والهموم اليومية والزوجة والأولاد. الجميع دون استثناء كانوا يشتكون من شيء ما. بدا إذا وكأن أمر شفاء القيصر أصبح مستحيلا.

في يوم من الأيام، وبينما كان نجل القيصر مارا بجانب كوخ ريفي وضيع، سمع شخصا بالداخل يقول :

"يا لها من سعادة ! عملت جيدا ! أكلت جيدا ! والآن يمكنني أن أنام باطمئنان. ماذا تكمن أن نطلب أكثر من هذا ؟"

نط نجل القيصر فرحا. أخيرا وجد الجوهرة المفقودة. أمر مرافقيه بالدخول إلى الكوخ وشراء قميص هذا الرجل بوزنه ذهبا وإرساله في الخال إلى أبيه القيصر.

أسرع الخدم إلى ولوج كوخ الرجل السعيد من أجل شراء قميصه.

لكن هذا الرجل من شدة فاقته لم يكن يملك أي قميص!