هل الشخص المعاق هو الذي يملك عضوا لا يقوم بوظيفته ؟
ربما يكون هذا هو التعريف المتعارف عليه. لكن في نظري هناك الكثير من الناس يعانون من الإعاقة رغم أن كل أعضائهم سليمة.
ماذا كان سيفعل أحدنا لو أنه ولد مثل نيك فوجيسيك، هذا الصربي الذي رأى النور في ميلبورن بأستراليا، بدون يدين ولا رجلين نتيجة مرض نادر يدعى "التيترا أميليا"؟
أكيد أنه كان سيستغل هذه الإعاقة للاستجداء وعرضها في الشارع كسلعة من أجل جمع النقود أو سيستغلها أبويه من أجل عرضه وجمع أموال الصدقات كما يفعل الكثيرون.
لكن هذا الشخص لم يرض بذلك وقرر أن يتحدى هذه الإعاقة ويتحدى حتى الأشخاص السليمي البنية.
إنه يعطينا الدروس في الحياة، نحن من نملك العافية والسلامة. لكننا معاقون لأننا لا ندري قيمة ما نملكه وبالتالي لا نحسن التصرف في ما رزقنا الله به، وترانا دائمي الشكوى والتذمر ولوم الزمن والناس دون أن نرجع لأنفسنا ونحاول سبر أغوارها والنظر بموضوعية لعيوبها وقصرها.
تعالوا نقرأ الدروس التي لا نجدها في كراريس المدارس ولا في منابر المساجد ولا في الثقافة التربوية للآباء.
الدرس الأول : القوة الحقيقية توجد ليس في عضلاتنا المفتولة بل بداخلنا
كي نتمكن من الخروج من محنة صعبة، علينا أن نستعرض مكامن قوانا. وهذا ما فعله ميك :
"أحمد الله الذي منحني الحياة"
"أحمد الله الذي منحني العقل كي أفكر به"
"أحمد الله الذي منحني لسانا أتكلم به"
أحمد الله إذ أستطيع التنقل رغم إعاقتي"
"أحمد الله إذ أستطيع أن أقرأ وأتعلم"
الدرس الثاني : انهض دائما !
يعترف نيك في مذكراته أنه كثيرا ما راودته فكرت وضع حد لحياته. لكنه بعد أن تقبل إعاقته قرر أخذ زمام حياته بيده. أن ينهض دائما وأبدا تلك هي فلسفته. السقوط ليس نهائيا. يجب إذا أن نقاوم بدون كلل من أجل النهوض. القيام بعد الفشل، القيام بعد المحن.
الدرس الثالث : كن مرحا
نيك رجل مرح. يضحك من نفسه ومن إعاقته. فلماذا لا نضحك من أنفسنا ؟ نضحك من الصعوبات التي نصادفها. إنها طريقة فعالة للتعامل مع المحن والمصاعب، أن نسخر منها، أن ننظر إليها من زاوية أخرى. ألا تضحك من المشاكل التي صادفتك قبل عشر سنوات ؟
الدرس الرابع : تقدم نحو كل شيء وفي وجه كل شيء.
"ليس لدي اليدين والرجلين، والحياة لا تستحق أن تعاش."
رغم هذا استطاع نيك أن يكون شركته وأن يصبح محاضرا دوليا في ميدان التحفيز وأن يمارس الرياضة (ركوب الخيل، كرة القدم، الغولف، السباحة...)
مبدأه في الحياة هو أنه مهما أصابك، تقدم نحو وفي وجه كل شيء. الحركة تغير المعادلات وتحررنا من ضعفنا وإعاقتنا.
تحرك دائما !
الدرس الخامس : الحياة تستحق أن تعاش.
الآلام والفشل الذي يصادفنا يجعلنا في كثير من الأحيان نشك في المعنى الحقيق للحياة. يقول نيك : " اجعل من حياتك تحفة فإنها تستحق أن تعاش."
يحكى أن رجلا مر بشخص فقير يعيش في الشارع. فقال هذا الأخير :" سوف أضع حدا لحياتي."
أجابه الرجل :" طيب، لكن قبل ذلك أريدك أن تسدي إلي خدمة."
قبل الفقير مهمة مساعدة شخص آخر. ومن تلك اللحظة تغير هذا الفقير إذ علم أنه حتى وإن كان فقيرا فإنه بإمكانه المساعدة، مساعدة شخص أفقر منه. لقد أعطى معنى لحياته حين علم أنه بوسعه أن يقدم خدمات في هذه الحياة وأنه يملك ما لا يملكه شخص آخر.
الدرس السادس : خلاصك في فكرك.
كان من الممكن لنيك أن يركز طاقته الفكرية على إعاقته ومرضه، وكان سيكون مصيره الهلاك من دون شك. لكنه، وعلى العكس قرر أن يوجه أفكاره إلى ما يستطيع فعله وما يمكن أن يقدمه للآخرين.
هذا التوجيه الاختياري لمحور تفكيره كان هو المفتاح للتحول إلى الشخصية المشرقة والملهمة التي هو عليها الآن.
لرؤية فيديو نيك انقر على هذا الرابط :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=8p6lKagA6Uc